المتابعون

الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

سولا كيروز عن: نهاية احتكار البوتوكس لعالم الطب التجميلي


البوتولينوم توكسين هو بروتين منقى مستخرج من بكتيريا الكلوستريديوم بوتولينوم clostridium botulinum التي تتميّز بقدرتها على إرخاء العضلات فتمحى معها التجاعيد التعبيرية،ويعتبر هذا البروتين المكوّن الأساسي لمستحضر البوتوكس Botox المملوك من مختبرات Allergan والتي استحوذت على امتياز استخدامه في العام 1988 في معالجة الأمراض العصبية-العضلية كمعالجة تشنّج العين وغيرها وقد نالت مختبرات Allergan موافقة ادارة الغذاء والدواء الأميركية FDA في العام 1989 لإستخدام البوتوكس للأغراض الطبية كمعالجة تشنّج الوجه النصفي بهدف خلق توازن في شكل الوجه كما معالجة اهتزاز الرأس عن طريق ضبط الحركة اللاارادية كذلك مداواة داء الشقيقة وبعض أعراض الربو كما مرض الباركينسون والتعرّق المفرط والعديد غيرها.......


على غرارمعظم الإكتشافات الهامة في عالم الطب جاء دخول تركيبة البوتوكس الى عالم الطب التجميلي بمحض الصدفة ويعود الفضل بذلك الى الطبيبين الزوجين Garruthers اللذين اكتشفا تأثيراته الجمالية في محو التجاعيد في محيط العينين والجبين على إثر معالجة مريضة من التشنج العصبي للعين.

و في العام 2002 أجازت إدارة الغذاء والدواء الأميركية استخدام البوتوكس في مضمار الطبّ التجميليّ وقد أشارت آخر إحصائية للجمعية الأميركية لجرّاحي التجميل American society of plastic surgeonsاّنه تمّ استخدام تقنية الحقن بالبوتكس عام 2008 بنسبة 4.7 مليون مرة أي بزيادة 8% عن العام 2007 وهو نشاط مرّجح الى أن يتزايد في الأعوام المقبلة مما شكّل حافزاً لدى بعض المختبرات العالمية الى البحث والعمل على اكتشاف تركيبات تنافس البوتوكس إن من حيث الجودة أوالفاعلية وقد برز مؤخرا الرولوكسين Reloxin كمنافس قويّ للبوتوكس خصوصا بعد أن نال موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميريكية في ابريل الفائت لإستخدامه داخل الولايات المتحدة في مجال العمل التجميلي الطبيّ، وليضع حدّا بذلك لإحتكار دام أكثر من 7 سنوات لمنتج البوتوكس للسوق الأميركية والرولوكسين تنتجه مختبرات Ipsen وتستعمل تركيبته منذ ما يزيد عن 15 عاما في أوروبا لأهداف طبيّة وقد انتقل في العام 2007 الى الحقل التجميليّ.
يبرز اليوم كمنافس قويّ للبوتوكس وهو يرتكز على نقاط هامة وأساسيّة في عملية الترويج له فهو وبحسب الشركة المنتجة يتميّز بقدرته على التحكم ومعالجة مساحات أوسع وبكميات أقّل من تركيبة البوتوكس كمنطقة الجبين مثلا كما أنه يحتوي على نسبة أخفّ من البروتينات مما يخفف من نسبة نشؤ مولدات مضادة له في الجسم وبذلك تدوم نتائجه لفترة أطول.
هذا وتسمح تركيبة الرولوكسين بالحصول على نتائج أسرع قياسا بمفعول البوتوكس إذ تظهر نتائجه بعد تنفيذ التقنية بيوم أو يومين على عكس البوتوكس الذي يحتاج الى 3 أو 5 أيام .

هذا وتجدر الإشارة الى أن العديد من المختبرات الطبية تعمل حاليا على تطوير تركيبات مماثلة للبوتوكس ويبقى أن هذا التطور يصب في مصلحة المستهلك على الأقل من ناحية التأثير على تدني كلفة العلاج...


و للتذكير فقط بكيفيّة عمل التركيبة التي ترتكز على مادة الBotulinium toxin فإن هذه الأخيرة تحقن في العضلة فتمنع عمل ال acetycholine في الناقل العصبي الذي يحفّز الدماغ ويدفعه لإرسال إشارة للعضل كيّ يتقلّص عند أي حركة ، فيحول المركّب دون ايصال المعلومات للدماغ فيمتنع هذا الأخيرعن الترجمة و يبقى العضل بحالة ارتخاء لمدة تتراوح بين 4 و6 أشهر. كما أن التركيبة حسّاسة وتفسد في حال تعرّضت لدرجة حرارة عالية، لذلك تحفظ في مكان بارد وتنقل في برّادات في حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية.
أما رخصة العمل بهذه التركيبة فتمنح فقط لأصحاب الإختصاص من أطباء الجلد و جرّاحي التجميل بكافة الإختصاصات (ترميم وتقويم، عنق ووجه، فك ووجه...) على أن يكونوا متمرسين في تقنية الحقن والمعرفة الجيّدة بالنقاط المركزيّة لكل العضلات.